فضيحة السنوات الأربع
محمد السيد محسن
محمد السيد محسن
خسر مجنون امريكا , وسيترك البيت الابيض رغما عنه , وليس في الأمر اي نظرية مؤامرة, دونالد ترامب لم يكن يمثل الجمهوريين الذين انتخبوه , ولم يكن ديمقراطيا بحياته.
انه رجل اعمال جمع ماله من الكازينوهات التي جلب لها البغايا والمال , ليجد نفسه في منتصف سبعيناته رئيسا للولايات المتحدة الامريكية .
بيد ان سنوات حكم ترامب فضحت المستور في بلادنا ومنطقتنا العربية , حيث شاهدنا من انحنى وفرط بأموال شعبه , ومن انحنى وفرط بسمعة وتاريخ بلاده وشعبه , ولم يصمد , ولم يتخذ من قوة تأصيله المحلي رادعا للصمود بوجه ابتزازات ترامب .
لقد صمد العراق عقدا ونيف ولم ينجرف لما سعت اليه الولايات المتحدة وماكنتها الصهيونية , وصمدت ايران اربعة عقود ولم تنحرف ايضا.
ما يهمنا هو كيف ان الطبقة السياسية انحرفت وارتجفت , وتحولت الى صبيان سياسة لمجرد انهم شاهدوا اصحاب العقال العربي يتنازلون وينحنون واحدا تلو الاخر , فارتبكت خريطة حساباتهم , وانضووا تحت ظل الصمود الايراني , في وقت لم يكن يعنينا بشكل “اداري” ان يكون العراق تابعا الى ايران , حيث ان المعركة الامريكية التي قادها ترامب ضد ايران لم تكن تستوجب ان يستضل بعض “المجاهدين” العراقيين تحت عباءة ايران الى هذه الدرجة التي ساهموا فيها بتفكيك المجتمع العراقي , وما حدث في اجواء الانتفاضة العراقية , كان واضح العيان لارتباك الخريطة المجاهدة في العراق واستظلالها تحت اي طلب ايراني وان كان قتل منتفضين او تحويل اموال البلاد الى ايران لدعمها وسد رمق حكومتها امام الحصار الترامبي.
لقد دفعنا المرتبكون العراقيون بسبب حصار ترامب على ايران لان نكون في خانة التبعية المطلقة لايران , وتلك لعمري فضيحة اربع سنوات لا تقل عن فضيحة العقال العربي الذي لم يصمد.
وفوق كل هذا ظهر الذباب الالكتروني لهؤلاء المنحنين , ليتهم العراقيين بانهم خسروا بخسارة ترامب, والحقيقة ان العراقيين المنتفضين والوطنيين لم يعولوا على وجود ترامب المجنون , ولا على قدوم بايدن المقسم , فالحقيقة الجلية ان من يسكن البيت الابيض يتعامل مع صاحب القرار في العراق , وهؤلاء جلهم من الاخوة المجاهدين .
انها فضيحة اربع سنوات لم يستقر فيها صقر فليح , الذي اسهم في نقل كل الافاعي من الصحارى وقذفها على مناطق سكن اهله واحبابه.
واليوم وبعد دخول بايدن البيت الابيض , سيصغر هؤلاء الصغار اكثر , حيث ان الاوامر ستأتيهم بعدم قصف واستهداف السفارة الامريكية , وبالتالي فسيتم التلاعب بعقيدتهم التي طالما دافعوا عنها , ودافعوا عن حقهم في مقاتلة ما اسموه المحتل الامريكي , وهم من وضع اليد بيده , فلم يضع منتفض عراقي او مواطن عراقي يده بيد المحتل , بل ان قادة المجلس الاعلى وحزب الدعوة وغيرهم من المجاهدين الافاضل هم من وضع يده بيد المحتل الامريكي على رؤوس الاشهاد.
فضيحة السنوات الاربع يجب ان تخضع الى تقييم جدي من قبل من يعتقدون انفسهم ولو للحظة واحدة انهم جزء من هذا الشعب وجزء من تاريخ العراق , عليهم ان يستفيدوا ويعرفوا انهم كانوا صغارا اثناء فترة تولي ترامب للبيت الابيض , وانهم سيكونون اصغر بعد خروجه من البيت الابيض , لان الماسك والامر سيغير قواعد اللعبة , وسيغير عقيدة التفاهم مع القادم للبيت الابيض.