“الهزارة” الأفغان يفضلون البقاء في النجف على العودة لبلادهم خوفاً من طالبان

اكد اونلاين – بغداد
سلطت وكالة “فرانس برس” الاخبارية، اليوم الثلاثاء، الضوء على طائفة الهزارة الشيعية الافغانية الذين يدرس البعض منهم العلوم الدينية في محافظة النجف.
وقالت الوكالة في تقرير اطلع عليه “اكد اونلاين”، ان “الخوف والقلق على المستقبل يقض مضاجع مجموعة من رجال الدين من طائفة الهزارة الشيعية الذين يتلقون علوم دينية في مدينة النجف العراقية بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان”.
واضافت ان “من بين هؤلاء الطلبة، الشيخ علي بصير، الذي جلس في غرفة توزعت فيها مكتبات وضع على رفوفها نسخا من القرآن وكتبا دينية وعلّق في سقفها مروحة تواصل دورانها في أيام الصيف اللاهب”.
واشارت الى ان “بصير أمضى 17 عاما من عمره (51 سنة) في دراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية، المدرسة الدينية العريقة لإعداد رجال الدين الشيعة في النجف التي يتوافد اليها ملايين الشيعة كل عام لزيارة مرقد الأمام علي بن أبي طالب”.
وقال بصير “أتمنى وأريد العودة إلى أفغانستان لخدمة شعب أفغانستان لكن الوضع ليس طبيعيا حاليا هناك”.
واضاف “أخي وأختي في أفغانستان. الحمد لله هم بعيدون عن العاصمة، في الريف، وهما بخير. لكن ذلك لا يمنعني من الشعور بالخوف إزاء كيف ستسيطر حركة طالبان على الشيعة”.
ويعرض الشيخ مقطع فيديو في جهازه المحمول يتضمن مشاهد لما يقول إنه قمع يمارسه عناصر طالبان ضد تظاهرة، مؤكدا أن “الذين يتظاهرون هم من الهزارة”.
وذكرت الوكالة ان “مصطفى، نجل الشيخ بصير وعمره 21 عاما، يجلس في إحدى زوايا الغرفة وينصت بانتباه للحوار مع والده”.
ويقول الشاب الذي ولد في العراق بأنه “عراقي من الأعماق رغم جنسيته الأفغانية. أنا لا أتكلم الداري جيداً، أفضل البقاء هنا في النجف ألآمن أكثر من أفغانستان”.
ويعرب الشيخ هزارة محمد تقي الذي تزوج قبل عام في بلده ويتحدّر من مدينة هرات الواقعة في غرب أفغانستان، عن أمله في أن يعود الى بلاده.
ويضيف الطالب الذي يواصل دراسته منذ نحو ست سنوات في النجف، بقلق، “أمي وأختي وزوجتي هناك، أخاف عليهن النساء لا يمكنهن مغادرة المنزل إلا بمرافقة أزواجهن”.
ويقول تقي “لا أدري كيف نحصل على جواز سفر أو تأشيرة، فلم تعد هناك دولة في أفغانستان”.
ويحلم الشيخ قربان علي (26 عاما)، بدوره بالعودة. ويقول رجل الدين الذي يتحدر من مدينة مزار شريف الواقعة في شمال أفغانستان، “الوضع هناك لا يسمح لطلبة الدين بنشر تعاليمهم”.
لكنه يستدرك قائلا بأنه إذا “طلبت المرجعية الدينية مني العودة إلى أفغانستان يجب أن نذهب”.