إسرائيل تتجسس على زعماء وقادة عسكريين عراقيين

أكد أونلاين – بغداد
كشف تحقيق صحفي دولي شارك فيه 80 صحفياً من عشر دول، عن تعرض سياسيين وقادة أمنيين وإعلاميين عراقيين لعمليات تنصت وتجسس على هواتفهم عبر برنامج صنعته شركة إسرائيلية.
وبحسب التحقيق المعنون “مشروع بيغاسوس” الذي اطلع عليه “أكد أونلاين”، فإن التنصت طال سياسيين ونشطاء مدنيين ومعارضين وصحفيين ورجال أعمال وحقوقيين ودبلوماسيين في عدة دول في المنطقة من بينها العراق.
وبين التحقيق أن “معظم الأنظمة التي اشترت هذه التقنية، فعلت ذلك لوظائف تتعلق بتحصين مواقع أصحاب السلطة فيها”، مشيراً إلى “التحقق من مئات الأرقام وإخضاع عشرات الهواتف لتحليل جنائي للتأكد مما إذا كان تم اختراقها”.
واستند التحقيق إلى تسريبات تكشف عن تنصت تمارسه عشر دول، من بينها دول ذات أنظمة غير ديموقراطية وتعوزها الشرعية الشعبية في المنطقة والعالم، على 50 ألف مستعينة بتكنولوجيا تدعى Pegasus، أنتجتها الشركة الإسرائيلية NSO.
وتم التحقق من مئات الارقام وخضعت عشرات الهواتف لتحليل جنائي للتأكد مما إذا كان تم اختراقها، علماً أن هناك آلاف الأرقام لا تزال مجهولة لجهة هوية أصحابها وسبب استهدافها، فورود رقم واسم الشخص المستهدف لا يعني أنه قد اخترق فعلاً ما لم يتم الكشف الجنائي على الهاتف نفسه وهذا لم يكن أمراً يسيراً خصوصاً أن شريحة المستهدفين كانت واسعة جداً.
وتتم عملية التنصت بعد أن تصل رسالة إلى الهاتف وما ان يفتحها الشخص حتى يقع في فخ التنصت وأظهرت تسريبات لملفات NSO أن الشركة باعت التكنولوجيا لدول مثل المكسيك والمغرب والسعودية وأذربيجان والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ناهيك بحلفاء إسرائيل في أوروبا مثل المجر.
وبحسب التحقيق فإن الرئيس الآذربيجاني الهام علييف تنصت على هواتف معارضيه، ومن بينهم بيرم محمدوف الذي قضى انتحاراً في بحر إسطنبول أثناء فترة التنصت عليه، والأمن السعودي تنصت عبر التقنية ذاتها على هواتف مقربين من الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي وعلى هاتف خطيبته قبل أن يقتل في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، والإمارات تنصت على الحقوقي أحمد منصور قبل اعتقاله وسجنه، والنظام المغربي استعان بـPegasus لكي يبتز صحافيين ونشطاء بحياتهم الخاصة.
واكد ان معظم حلفاء إيران في العراق ولبنان واليمن وقطر شملتهم عمليات التنصت، من زعماء وسياسيين وأمنيين وإعلاميين. وإذا كان خصوم الإمارات والسعودية هدفاً بديهياً للتنصت، فإن حلفائمها كانوا عرضة للتنصت على نحو يفوق بكثافته التنصت على خصومهم من حلفاء إيران، ويصح هذا الأمر على لبنان والعراق، لكنه أيضاً يصح على مصر وعلى اليمن.
ولعل ما يلفت في تقنية التنصت الإسرائيلية إتاحتها فرصة الابتزاز الجنسي الذي مارسته أنظمة مثل المغرب وآذربيجان، لا سيما بحق صحفيات وصحفيين وناشطات ونشطاء، تم اختراق هواتفهم وقرصنة صور وفيديوات، عادت الأنظمة واستعملتها للضغط عليهم، لا بل أنها في أكثر من حالة نشرتها للنيل منهم. وهذا حصل طبعاً بعلم الشركة الإسرائيلية التي تجري عمليات التنصت والقرصنة تحت اشرافها التقني.