بطريرك الكلدان في العالم: الفاتيكان سيطلب من السياسيين العراقيين الكف عن الصراعات
أكد أونلاين-بغداد
رأى بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، أن ما تقوم به الأحزاب في العراق ابشع مما قامت به الكنيسة في القرون الوسطى، مضيفا ان بابا الفاتيكان سيطلب من الرئاسات والسياسيين الكف عن الصراعات خلال زيارته المرتقبة الى العراق.
ودعا ساكو خلال لقاء متلفز، العراقيين إلى “التكاتف والمغفرة فيما بينهم والوقوف مع الدولة بوجه السلاح المنفلت”، كاشفا عن “استيلاء بعض الجهات على املاك المسيحيين”.
ولفت إلى أن “عدد المسيحيين في العراق انخفض من مليون ونصف إلى 500 ألف تقريبًا”.
وقال البطريرك ساكو إنّ “بيوت وعقارات المسيحيين زُورت سنداتها ومازالت مسيطر عليها من جهات، وفي سهل نينوى عادت العوائل لكن هناك قلق من الوضع الأمني”.
وأضاف إن “الدولة لم تقدم شيئًا للمناطق المسيحية التي تضررت من داعش، الكنائس والمنظمات هي من قامت بإعادة ترميم المدارس وبعض الكنائس”.
ولفت إلى أنه “لا يوجد اهتمام بالمكون المسيحي في العراق رغم أنه مكون مسالم وولاؤه للدولة، لكن الدولة أدارت ظهرها له وهذا يحز في انفسنا”. وتابع “لا يوجد جمرك على الكلام. فقط نسمع كلام طيب وخطابات والناس باتت تفقد الثقة ليس فقط المسيحيين بل جميع المواطنين، فقدوا الثقة”.
وأشار إلى أن “عدد المسيحيين في العراق قبل عام 2003 كان يقدر بـمليون ونصف المليون، لكن هاجر منهم قرابة المليون والمتبقي نصف مليون تقريبًا”، لافتًا إلى أن “هناك محاولات ونشر أخبار لتخويف المسيحيين وجعلهم يهاجرون على أنه لم يتبق مسيحيون في العراق”. واستدرك بالقول: “ما يجري كانما التاريخ يعيد نفسه، كما حصل مع اليهود سابقًا من تهجير، الهدف هو الاستيلاء على أملاكهم”، موضحًا أن “المسيحيين قدموا ترجمات مهمة من اليونان وثقافات اخرى وخدموا الثقافة العراقية”.
وحول زيارة البابا فرنسيس المنتظرة إلى العراق، قال ساكو، إنّ “العراق بلد محوري فمنه انطلقت الديانات الإبراهيمية اليهودي والمسيحية والإسلام، وهناك تراث مهم في البلاد، والعراق عانى حروبًا كثيرة وعانى فيه المسيحيون”، مشيرًا إلى أن “البابا سيأتي ليوجه رسالة سلام ومحبة من العراق، لاحترام الآخر والحق على التقدم والازدهار، وسيطلب من الرئاسات والسياسيين الكف عن الصراع”.
واردف إن “رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي كان شخصا مفكرا ويمتلك إرادة صالحة للعمل لكن الأحزاب قيدت عمله”، مبينا أن “الأحزاب تكرر نفس الشيء حاليا مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي”.
وأضاف ساكو، أن “عبد المهدي لم يقتل المتظاهرين”، مؤكدا أن “الأحزاب هي من قتلت المتظاهرين” دون تسمية الأحزاب.
واعتبر ساكو أن “ما تقوم به الأحزاب هو ابشع مما قامت به الكنيسة في القرون الوسطى”، مطالبا في ذات الوقت بضرورة “وجود برلمان يمثل جميع العراقيين ويطالب بحقوقهم”.