غضب سياسي وامني وشعبي من مخطط لتوطين الأفغان في العراق

اكد اونلاين – بغداد

كشفت مصادر سياسية وأمنية، عن مخطط لتوطين مواطنين أفغانيين في العراق، ممن كانوا يعملون مع القوات الامريكية وحلفاءها في افغانستان، بعد احتلال البلاد من قبل حركة طالبان الارهابية.

وذكرت وسائل اعلام محلية تابعها “اكد اونلاين”، ان “هناك تضافرا اقليميا ودوليا حول فكرة توطين الذين فروا من افغانستان في العراق، والاقتراح طرحته الإمارات وقطر خلال قمة بغداد، برغبة امريكية وموافقة ايرانية مبدئية لكن وفق معيار محدد، وهو إدراج توطين لاجئين من الشيعة الأفغان في محافظة الأنبار”.

وتقول المصادر إن “الإماراتيين والقطريين طرحوا خلال قمة بغداد فكرة توطين 10 آلاف لاجئ أفغاني كمرحلة اولى، على ان تليها دفعات اخرى، في المقابل يتلقى العراق امتيازات من بينها مبلغ مليار دولار تدفع فورا”.

وبينت المصادر ان “الأماكن التي تم طرحها كموقع لمخيمات اللاجئين الأفغان، محافظة الأنبار وبالتحديد في محيط قاعدة عين الأسد الأمريكية”.

من جانبه، قال مستشار محافظ الانبار سفيان العيثاوي “في حال تأكدت المعلومات لدينا إزاء ذلك فإنه سيواجه بالرفض من قبل جميع سكان الانبار”.

وهدد “بصفتي المتحدث الرسمي باسم عشائر الانبار المتصدية للارهاب، اعلن ان جميع المتصدين للملف الامني في المحافظة سيواجهون مثل تلك المشاريع بالرفض بالطرق الامنية المتاحة لنا لاسيما ان المحافظة عانت كثيرا قبل تحريرها من قبل القوات الامنية المختلفة وبالتعاون مع الحشدين العشائري والشعبي وبالتالي المواجهة الشرسة ستكون حتمية لوأد تلك المخططات”.

من جهته، ذكر قيادي سياسي شيعي، فضل عدم ذكر اسمه، ان “الأمر حتى الآن عبارة عن جس نبض للشارع العراقي قبل اتخاذ اي خطوة في ذلك كما أنه قيد الدراسة لتحديد جغرافية توطينهم الى جانب ان التعامل مع النازحين الافغان فيما لو وصلت قوافلهم الى العراق، سيكون حذر جدا لئلا يتكرر سيناريو القتال مع داعش ابان سقوط الموصل في حزيران العام 2014”.

وأشار إلى أنه “قد تسمح السلطات العراقية بدخول النساء والأطفال الأفغانيين مراعاة لظروفهم الانسانية وستحدد إقامتهم بالقرب من مخيمات النازحين في شمال البلاد لقطع الطريق امام المتصيدين بالماء العكر”، مضيفا ان “الاعداد التي قد يسمح بايوائها في مناطق العراق ستكون بسيطة”.

واضاف ان “بعض وجهاء محافظة الانبار ممن كانوا يتزعمون فصائل مقاومة ضد تنظيم القاعدة التي كانت تنشط في الأجزاء الغربية للبلاد، رحبوا بالمشروع”.

ولفت القيادي الى انه “قد يصار الى ايواء الأفغان قرب مخيم الهول القريب من الحدود العراقية – السورية لتفادي اية تبعات في ذلك”.

لكن عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عمار الشبلي، أكد ان “لجنته لم تسمع عن اية اتفاقات سرية تخص ايواء الأفغان، لكن بشكل إجمالي يبقى الملف متروكا للحكومة”.

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب العزة الوطنية المنضوي ضمن تحالف التضامن الذي ينشط في الأنبار، مالك النجرس، أنه “أطلع على هكذا معلومات فيما يخص بوجود مقترح إقليمي لتوطين الآلاف من الافغان قرب قاعدة عين الاسد التي تضم قطعات عسكرية امريكية وهذا الامر بحد ذاته مقلق كونه يمثل قنبلة موقوته بل نخشى من تبعاته”.

وأضاف “نخشى ان يكون المشروع باتفاق بين الجارة الشرقية ايران وامريكا لحماية مصالحهم في البلاد، لكن اذا كان مقترح المشروع امريكي فقط فيمكننا القول (الشر اهون) لكن اذا ما كان باتفاق الطرفين المشار اليهما فأنه حتما قد يعيد الفتنة الطائفية للمحافظة وهو ما نرفضه ونؤكد رفضنا للمشروع اذا ما تم تطبيقه على أرض الواقع وسنستخدم كل الوسائل البسيطة المتاحة لنا للتعبير عن رفضا”.

واضاف “توطين الافغان اذا كان مسعى من الجارة الشرقية فهو حتما يسعى لحماية مصالحها من جهة ولبسط نفوذها بالمحافظة من جهة اخرى خاصة اذا اقتصر الامر على توطين الشيعة من الافغان حصرا”.

وعلى الصعيد نفسه، اكدت قيادات في الحشد الشعبي، واخرى في النجف أن “المشروع لن يمر بسلام”.

واوضحت أن “مشروع توطين افغان او غيرهم من جنسيات اخرى لا يخدم امن واستقرار البلاد لاسيما المحافظات المحررة، لكنها لم تنف وجود معلومات تفيد بأن إيران لا تمانع من فكرة المقترح، لكن مع إضافة توطين العائلات الافغانية الشيعية في الانبار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى