من باب الشرقي : ادامة القتل وسيلة لإبقاء الفاسدين
محمد السيد محسن
اذا سألني احدهم عن الانتحاريين الذين فجرا احزمتهما الناسفة وسط الفقراء في منطقة الباب الشرقي في بغداد , وهل هما يعملان مع الحكومة العراقية او مع المليشيات المسيطرة على السلاح او مع المتدينيين السياسيين , تسهيل وصول هذين الانتحاريين الى مكان الانفجار , سأقول كلا , ولكن كل هذه الجهات مسؤولة عن هذا القتل المجاني لفقراء العراق.
الانتخابات العراقية بدأت بشكل مبكر في العراق
حيث الضغوط من طرف على طرف تجعل من معادلة قتل الفقراء افضل وسيلة لحل مشكلات الاغنياء .
قال لي سابقا احد المتنفذين في القرار العراقي ان عددا كثيرا من التفجيرات السابقة كانت تخطط وتدار داخل مؤسسات الدولة العراقية , والتي تديرها احزاب عراقية, دخلت العراق بعد 2003 , واكتشفت انها لن تعيش فيه الا من خلال ادامة الفوضى.
هذه الطبقة السياسية التي تخشى الشعب والتي لا تتعامل معه الا من خلال صناعة العدو , هذه الطبقة السياسية لن تعيش الا باشاعة الفوضى , وبالتالي فان اي ضغط على هؤلاء الذين يخشون الانقراض هو الذي يدفعهم الى اشاعة القتل.
كثير من المسؤولين الذين يكلفون بوظائف امنية حساسة في العراق يخشون سلطة منفلتة ولا يحسنون اداء عملهم الامني , هذا هو الواقع المر الذي نعيشه منذ عام 2004 , ولحد لان يتبادل المسؤليات كثيرون ولكنهم ينفذون ما يراد منهم من قبل طلاب الفوضى.
ولان الخنوع هو سمة صاحب القرار والمكلف بحماية العراقيين فانه لن يكون قادرا على الردع , والا فما معنى ان يخلو العراق من عقوبة اي مقصر , ويكتفي صاحب القرار دائما باستبدال رقع الشطرنج من مكان باخر .
هناك من يرى ان هذا التفجير يستهدف هيبة الدولة , ونقول انه يستهدف تعميق حالة الاستقواء بالسلاح وصناعة العدو المستديم وان تغيرت اسماؤه واشكاله , كما انه يمثل جرعة جديدة لاحزاب تختطف الدولة .
نحتاج الى تملص حقيقي من قاعدة التحزب الطائفي الى الوطنية , ونحتاج الى ان يستند صاحب القرار الى قاعدة وطنية جماهيرية وليست الى قرائن اخرى .
انها برامج استباقية لانتخابات مؤجلة ولكنها قادمة ويخشى كثيرون من مشيعي الرعب والفوضى بانهم سينقرضون , وعليهم ان يديموا القتل والخوف وان يستحدثوا بين حين واخر عدوا يرعبون به فقراء العراق , ويخططون من خلال وجوده المبرمج الى ادامة وجودهم.
مبارك للمتدينيين السياسيين نجاح مسعاهم في صناعة العدو من جديد
مبارك لهم تلقي جرعة البقاء على سطح المشهد من جديد
مبارك لهم تأجيل كل مسعى للتغيير , لان الواعز الامني له الاولوية قبل الديمقراطية وقبل المظاهرات.
مبارك لهم اشاعة الخوف , كي يستديم وجودهم