أكد أونلاين-بغداد
خلال الأيام الماضية شهد العراق هجمات صاروخية عدة طالت المنطقة الخضراء وقبلها قاعدة بلد العسكرية، ومطار إربيل، ما طرح العديد من الأسئلة حول الأهداف.
وفي السياق، قال مسؤول عسكري أميركي كبير في العراق لوكالة فرانس برس غداة إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد “يبدو أننا عدنا الى أحداث العام الماضي”.
كما رأى أن الحوادث الأخيرة تشبه الهجمات التي وقعت العام الماضي، واستخدمت فيها عشرات الصواريخ من طراز 107 ملم التي تطلق من مركبات صغيرة.
لكن الملفت للنظر الآن أن المجموعات المتهمة بتنفيذ تلك الهجمات كانت أول الجهات المستنكرة لها، على الرغم من أن المصادر الأمنية لا تبدو مقتنعة بهذا التنديد.
ما علاقة الانتخابات؟!
فقد شدد المسؤول الأميركي “على أن كل المؤشرات تدلّ على أن الهجمات تعتمد الأسلوب السابق”، مضيفا “المعلومات الاستخباراتية تقول بأن هناك المزيد في المستقبل”.
إلى ذلك، رأى محللون وخبراء أن استئناف الهجمات الصاروخية مرتبط بعوامل محلية ودولية.
فعلى المستوى المحلي، تتحدى الفصائل المسلحة العراقية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان وعد بضبطها، بحسب ما رأت أنيسة البصيري من المعهد الملكي لخدمات الأمن والدفاع.
وأضافت “يريدون أن يذكروا الجميع بأنهم موجودون وأن يظهروا لرئيس الوزراء بأنهم يملكون حرية التحرك متى شاؤوا”.
كما اعتبرت أن “الانتخابات المقبلة تلعب دورًا مفصليا، وهذه المجموعات تستعدّ لها” ، إذ تسعى تلك المجموعات التي لها ممثلون في البرلمان، الى إبراز عضلاتها مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة التي يجري التحضير لها في تشرين الأول/أكتوبر.
أموال مجمدة
بالتزامن، قد تكون لدى إيران التي تتحكم ببعض تلك الفصائل العراقية، أسباب مالية للضغط على بغداد ، وفق مسؤولين محليين وغربيين.
فمع تقلص اقتصادها وتداعيات العقوبات، تحتاج طهران الى الوصول الى حسابها في بنك التجارة العراقي المملوك للدولة حيث كانت الحكومة العراقية تدفع لها ثمن الغاز الإيراني المستورد.، إلا أن هذا الدفع توقف، بعد أن أعرب مسؤولين عراقيين عن خشيتهم دفع الديون المستحقة لطهران (تقدر بقيمة حوالى ملياري دولار) خشية أن يثير ذلك غضب الولايات المتحدة.
يشار إلى أن تلك القضية أثيرت في أواخر كانون الثاني/يناير، عندما سافر وفد يضم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورئيس ديوان رئيس الوزراء رائد جوحي إلى طهران.
رسالة قآني الصريحة
وبحسب مسؤول عراقي كبير مطلع على الرحلة، حمل جوحي رسالة من الكاظمي تطلب من طهران كبح جماح الجماعات المسلحة في العراق بعد هجمات صاروخية شملت السفارة الأميركية.
والتقيا إسماعيل قاآني الذي خلف قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري بعد مقتل الأخير في غارة أميركية بطائرة مسيّرة العام الماضي.
كما أضاف المسؤول لفرانس برس أن “قاآني أبلغهما أن ايران لن تتمكن من السيطرة على نشاطات الجماعات المسلحة في العراق ما لم تحصل على أموال من حساب المصرف العراقي للتجارة”.
بدوره، أكد مسؤول عراقي ثان ودبلوماسي غربي أن المناقشات خلصت إلى ارتباط قضايا حساب مصرف التجارة العراقي بالهجمات الصاروخية.
إلى كل تلك الأسباب يضاف بطبيعة الحال، سعي إيران للضغط على الغرب في ملفها النووي، مستعملة أوراق بحوزتها، ومن ضمنها الميليشيات العراقية.