الحوار مع الماسك صحيح لكنه متأخر

محمد السيد محسن

منذ تكليف الكاظمي في قصر السلام وبدء حملة قادتها كتائب حزب الله في العراق باتهامه بالضلوع والمشاركة في عملية اغتيال “المهندس-سليماني” , يومها ,  نصحت رئيس الوزراء المكلف ان لا يقبل  التكليف ما لم يحسم امر الاتهامات لانها ستبقى ورقة ضغط انتقائية , وستبرز تداعياتها مع كل تطور تصعيدي بين الطرفين. وهذا فعلا ما حصل في البوعيثة حين القي القبض على مقاتلين يتهيأون لقصف المنطقة الخضراء والبعثات الدبلوماسية حسب تحقيقات امنية .

ومع بدء مشاكسة بعض الاطراف للكاظمي , نصحت الكاظمي ايضا بفتح حوار مع الجارة ايران  عل اعتبار انها هي الماسك الحقيقي للفصائل ولبعض الاحزاب والتي من الممكن ان تحدد مسار بوصلة تلك الفصائل والاحزاب في وقف حملة الاتهامات وكذلك حل وتفكيك قضية حمل السلاح خارج اطار الدولة.

كان من الممكن ان يفتح الكاظمي حوارا مع ايران الدولة للتفاهم حول تدخل ايران الثورة في قرار الدولة العراقية.

تأخر الامر قرابة ستة اشهر حتى انتبه الكاظمي الى ضرورة ان يفتح حوارا مع ايران الدولة وارسل لها رجلا يمثل ايران الثورة , حيث ارسل ابو جهاد الهاشمي الرجل الذي وصف بانه كان يقود مؤسسة رئاسة الوزراء ابان فترة عادل عبد المهدي , وهو الرجل الذي عرف بعلاقاته مع الحرس الثوري الايراني.

انها خطوة متأخرة لكنها بلا شك تصب في مصلحة حسم كثير من الامور , حيث تمت تجربة هذه الفصائل الذي لا يليق لها والاحزاب “الشيعية” الاسلاموية الا وصف واحد انها ممسوكة وليست متماسكة. فالماسك “الايراني” يستطيع ان يلقمها بما يؤمن به تارة , ويستطيع ان يأمرها بما يفضله مرحليا تارة اخرى , وبان ذلك جليا حين ابلغت هذه الاحزاب بالموافقة على تكليف مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء خلفا لعادل عبد المهدي وبعد شد وجذب لمرشحين اخرين قبله فشلا في الوصول الى سدة القرار , لعدم تشجيع الماسك عل قبول تكليفهما.

توجيه بوصلة الكاظمي نحو طهران خطوة بالاتجاه الصحيح وان جاءت متأخرة لكنها ستصطدم هذه المرة بقوة المؤسسات الثورية الايرانية وعدم قدرة المؤسسات الحكومية الايرانية الوقوف بوجهها , حيث تنشط هذه المؤسسات في ايام المواجهة , والتهيؤ للحرب المفترضة او المخطط لها , وهذا عين ما تمر به ايران حيث انها تتهيأ في اية لحظة الى مغامرة امريكية تجاهها , كما انها اي ايران الدولة , اطالت حبل ايران الثورة ومؤسسة الحرس الثوري وقرار كاه , لكشف وجه ايران العقائدي لاي جهة تفكر لاستهداف ايران

لم يفكر الكاظمي بارسال الهاشمي الى ايران الا بعد ان افشى المتحدث باسم كتائب حزب الله علاقة الرجل بجهاز المخابرات الايرانية , وتأثيرها على تنصيبه كرئيس لمجلس الوزراء العراقي , حيث كشف العسكري عن خلافات بين مؤسسات ايرانية على الساحة العراقية عبر بوابة تويتر , واعتقد ان هذا ما دفع بالكاظمي لمعالجة الامر , خصوصا وان المواجهة دخلت مرحلة ساذجة بتوصيفات لا تليق لا بلغة “المجاهدين” ولا بلغة الدبلوماسية التي يفترض ان تتبع مع منصب رئاسة الوزراء , ولا تتناسب ايضا مع اللغة الادارية حيث يعد ابو علي العسكري جنديا في القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية والتي يرأسها الكاظمي.

لقد كشف ابو علي العسكري المستور الذي اطلعنا عليه مسبقا وتحدثنا به , الامر الذي كان الكاظمي يحسن صورته ويستقوي به حين يفتح حوارا مع فصائل واحزاب ايران الثورة , فيقول لهم انه مرشح من قبل الحرس الثوري , حتى كشف ابو علي العسكري السر بأن الكاظمي هو مرشح جهاز المخابرات الايرانية “اطلاعات” , وليس هذا فقط بل ان العسكري قرن اطلاعات مع السي اي اي جهاز الاستخبارات المركزية الامريكية, الامر الذي يمهد للغة جديدة تتعامل بها الفصائل والاحزاب الاسلاموية الممسوكة من قبل ايران.

Exit mobile version