الحَلبوسي.. تجربةُ زعامةٍ ناجحة في القيادةِ والإدارة .

علي ناجي الناصري

وقفةٌ متأنية تجعلنا نتعرف على دوافع المناوئين لتجربة الرئيس الحلبوسي وزعامتة وقيادته الناجحة ، نعم يتآمرون عليه لأنهُ عمرَّ وبنىٰ وحول مدناً من عنوان الإرهاب الى بقعة ضوء ساطعة في التعايش السلمي ، وأسسَّ لقاعدةٍ شعبية واسعة ، ولأنه تعامل مع الجميع على أساس الهوية الوطنية الجامعة بعيداً عن التخندق الطائفي والقومي ولأنهُ حاربَ الفساد والمفسدين ، ولأنه وقفَ موقفاً شُجاعاً بتلبية مطالب المتظاهرين .

لهذه الأسباب مجتمعةً تتم عملية إستهداف الحلبوسي !!
فمن هم الذين يستهدفونه ؟
هم :
٠ عجائزُ السياسة والمفلسون الذين سلموا مدنهم للإرهاب ومواطنيهم لمخيمات النازحين.
. الفاشلون الفاسدون والمزورون .
٠ الخائفون من معادلة جديدة في المشهد السياسي وقوة الشباب المستقبلية .
لكن ، لن تمر هذه المخططات والأحلام المريضة ولا عودة للفتن والإرهاب .
وسيبقى الشبابُ سيد المشهد اليوم وفي المستقبل .
لقد قاد الرئيس الحلبوسي مجلس النواب بدورته الحالية إدارةً ناجحة وحازمة ، فبالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها المجلس خلال الفترة الماضية وبالذات منذ بدء جائحة كورونا, فإن عجلة الحياة فيه لم تتوقف سواء على مستوى عقد الجلسات الحاسمة أو على مستوى اللجان وإتخاذ القرارات (مثل اللجنة الخاصة بمراجعة عقود الكهرباء ولجنة مراجعة عقود الهاتف النقال) أو الحراك الحالي المتمثل لرئيس المجلس محمد الحلبوسي على صعيد إستكمال كل الإجراءات المتعلقة بالإنتخابات المبكرة وأهمية وضع الحكومة أمام مسؤولياتها في إجرائها بموعدها المحدد . ومع أن الجميع يدرك حراجة الوضع الإقتصادي والصحي فضلا عن السياسي فإن لا الحكومة ولا البرلمان يمكن أن يكونا خارج دائرة النقد والمحاسبة أوربما الإستهداف إن كان مقصودا لذاته كجزء من الية الصراع وحتى التسقيط, أو من باب وضع الأمور في نصابها الصحيح عبر حث السلطتين التشريعية (مجلس النواب) والتنفيذية (الحكومة) على القيام بواجبهما المنوط بهما وهو واجب التصدي للتحديات والتي تأتي الإنتخابات المقبلة في المقدمة منها.
الحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يبدو هاما لجهة الدور المحوري للبرلمان وأهمية إخلاء مسؤوليته ورمي الكرة في ملعب الحكومة التي تعهدت بإجراء إنتخابات مبكرة. لكن هذا الدور يتعدى مسألة الإنتخابات على أهميتها لاسيما على صعيد تشكيل اللجان التي يمكن عدها مفصلية خاصةً و أن العراقيين ينتظرون نتائج عملية منها. كما أن إجراء اللقاءات وتكثيفها بمختلف الكتل السياسية من أجل حسم الآليات المرتبطة بالإنتخابات المقبلة يعد هو الآخر من المسائل الهامة التي من شأنها التعجيل بحسم القانون والمصادقة عليه بعد أن تم تشريعه من مجلس النواب ، فالإنتخابات يراد لها أن تتحول الى مادة للشد والجذب السياسي حيث إنه بقدر مايعمل الكثيرون على إجرائها من منطلق إنها يمكن أن تغير الخريطة السياسية في البلاد نحو الأحسن, فإن هناك من يعمل على عرقلتها لأنه مستفيد من الوضع الراهن لاسيما أولئك الخائفين من إحتمالية تغيير كبير في مواقعهم وحجومهم عند إجراء الإنتخابات سواء كانت مبكرة أم في موعدها الدوري المقرر (أربع سنوات تقويمية) وهو موعد لم يعد بعيدا.
الحلبوسي وعبر ممارسة دوره كرئيس للبرلمان وكزعيم لكتلة سياسية وبرلمانية مهمة وله منافسون سواء كانوا في محيطه الإنتخابي أو في مجمل الساحة السياسية يتصرف الآن من منطلق مسؤوليته كرئيس للسلطة التشريعية بصرف النظر عن أي منطق للربح أو الخسارة طالما إنه يعمل على تسريع وتيرة إنجاز كل مايتعلق بالإنتخابات أو يعوق آلية إجرائها ، من خلال تنظيم جبهات مناوئة للرئيس الحلبوسي ،، وهذا بحد ذاته تحد يبدو إنه جاهز لمواجهته بل وربما يبدو واثقا من نفسه على تفتيته بحنكة وحكمة لاتجعل من خصومه أعداءً برغم عدوانيتهم بل سيحتويهم تحت خيمة الوطن ومصالح شعبه .
وهنا نقول إنه حقق بزعامته القيادة والإدارة الناجحة .

Exit mobile version